قوله تعالى: {ويا قوم من ينصرني} أي: من يمنعني من عذاب الله إِن طردتهم.قوله تعالى: {ولا أقول لكم عندي خزائن الله} قال ابن الأنباري: أراد بالخزائن: عِلمَ الغيب المطوي عن الخلق، لأنهم قالوا له: إنما اتَّبعك هؤلاء في الظاهر وليسوا معك، فقال لهم: ليس عندي خزائن غيوب الله فأعلم ما تنطوي عليه الضمائر. وإِنما قيل للغيوب: خزائن، لغموضها عن الناس واستتارها عنهم. قال سفيان بن عيينة: إِنما آيات القرآن خزائن، فإذا دخلتَ خزانةً فاجتهد أن لا تخرج منها حتى تعرف ما فيها.قوله تعالى: {ولا أعلم الغيب} قيل: إِنما قال لهم هذا، لأن أرضهم أجدبت، فسألوه: متى يجيء المطر؟ وقيل: بل سألوه: متى يجيء العذاب؟ فقال: ولا أعلم الغيب. وقوله: {ولا أقول إِني ملَك} جواب لقولهم: {ما نراك إِلا بشراً مثلَنا} [هود: 27]. {ولا أقول للذين تزدري أعينكم} أي: تحتقر وتستصغر المؤمنين. قال الزجاج: {تزدري} تستقل وتستخِس، يقال: زريت على الرجل: إِذا عبت عليه وخسست فعله، وأزريت به: إِذا قصرت به. وأصل تزدري: تزتري، إِلا أن هذه التاء تبدل بعد الزاي دالاً، لأن التاء من حروف الهمس، وحروف الهمس خفية، فالتاء بعد الزاي تخفى، فأبدلت منها الدال لجهرها.قوله تعالى: {لن يؤتيهم الله خيراً} قال ابن عباس: إِيمانا. ومعنى الكلام: ليس لي أن أطَّلِع على ما في نفوسهم فأقطع عليهم بشيء، وليس لاحتقاركم إِياهم يبطل أجرهم. {إِني إِذاً لمن الظالمين} إِن قلت هذا الذي تقدم ذكره، وقيل إِن طردتهم.قوله تعالى: {قد جادلتنا} قال الزجاج: الجدال: هو المبالغة في الخصومة والمناظرة، وهو مأخوذ من الجَدْل، وهو شدة الفتل، ويقال للصقر: أجدل، لأنه من أشد الطير. ويُقرأ {فأكثرت جَدْلنا}.قوله تعالى: {فائتنا بما تعدنا} قال ابن عباس: يعنون العذاب. {إِن كنت من الصادقين} أنه يأتينا.قوله تعالى: {إِن أردت أن أنصح لكم} أي: أنصحكم. وفي هذه الآية شرطان، فجواب الأول النصح، وجواب الثاني النفع.قوله تعالى: {إِن كان الله يريد أن يُغويكم} فيه ثلاثة أقوال:أحدها: يُضلكم، قاله ابن عباس.والثاني: يُهلككم، حكاه ابن الأنباري: وقال: هو قول مرغوب عنه.والثالث: يضلكم ويهلككم، قاله الزجاج.قوله تعالى: {هو ربكم} أي: هو أولى بكم، يتصرف في ملكه كما يشاء {وإِليه تُرجعون} بعد الموت.